سورة الرعد - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الرعد)


        


{المر} أنا الله أعلم وأرى {تلك} يعني: ما ذُكر من الأحكام والأخبار قبل هذه الآية {آيات الكتاب} القرآن {والذي أُنزل إليك من ربك الحق} ليس كما يقوله المشركون أنك تأتي به من قبل نفسك باطلاً {ولكنَّ أكثر الناس} يعني: أهل مكة {لا يؤمنون}.
{اللَّهُ الذي رفع السموات بغير عمدٍ} جمع عماد، وهي الأساطين {ترونها} أنتم كذلك مرفوعة بغير عمادٍ {ثمَّ استوى على العرش} بالاستيلاء والاقتدار، وأصله: استواء التَّدبير، كما أنَّ أصل القيام الانتصاب، ثمَّ يقال: قام بالتَّدبير، و{ثُمَّ} يدلُّ على حدوث العرش المستولى عليه لا على حدوث الاستيلاء بعد خلق العرش المستولى عليه {وسخر الشمس والقمر} ذلَّلهما لما يُراد منهما {كلٌّ يجري لأجلٍ مسمَّىً} إلى وقتٍ معلومٍ، وهو فناء الدُّنيا {يُدبِّر الأمر} يُصرِّفه بحكمته {يُفصِّل الآيات} يبيِّن الدلائل التي تدلُّ على التَّوحيد والبعث {لعلَّكم بلقاء ربِّكم توقنون} لكي تُوقنوا يا أهل مكَّة بالبعث.
{وهو الذي مدَّ الأرض} بسطها ووسًّعها {وجعل فيها رواسي} أوتدها بالجبال {وأنهاراً ومن كلِّ الثمرات جعل فيها زوجين اثنين} حلواً وحامضاً، وباقي الآية مضى تفسيره.
{وفي الأرض قطعٌ متجاورات} قُرىً بعضُها قريبٌ من بعضٍ {وجنات} بساتين {من أعناب} وقوله: {صنوان} وهو أن يكون الأصل واحداً، ثمَّ يتفرَّع فيصير نخيلاً يحملن، وأصلهنَّ واحد {وغير صنوان} وهي المتفرِّقة واحدةً واحدةً {تسقى} هذه القطع والجنَّات والنَّخيل {بماء واحدٍ ونُفضِّل بعضها على بعض} يعني: اختلاف الطُّعوم {في الأكل} وهو الثَّمر فمن حلوٍ وحامضٍ، وجيِّدٍ ورديءٍ {إنَّ في ذلك لآيات} لدلالاتٍ {لقوم يعقلون} أهل الإِيمان الذين عقلوا عن الله تعالى.


{وإن تعجب} يا محمد من عبادتهم ما لا يضرُّ ولا ينفع، وتكذيبك بعد البيان فتعجَّبْ أيضاً من إنكارهم البعث، وهو معنى قوله: {فعجب قولهم أإذا كنا تراباً...} الآية. {وأولئك الأغلال} جمع غُلٍّ، وهو طوقٌ تقيَّد به اليد إلى العنق.
{ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة} يعني: مشركي مكَّة حين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بالعذاب استهزاءً. يقول: ويستعجلونك بالعذاب الذي لم أُعاجلهم به، وهو قوله: {قبل الحسنة}. يعني: إحسانه إليهم في تأخير العقوبة عنهم إلى يوم القيامة {وقد خلت من قبلهم المَثُلاتُ} وقد مضت من قبلهم العقوبات في الأمم المُكذِّبة، فلم يعتبروا بها {وإنَّ ربَّك لذو مغفرة للناس على ظلمهم} بالتَّوبة. يعني: يتجاوز عن المشركين إذا آمنوا {وإنَّ ربك لشديد العقاب} يعني: لمَنْ أصرَّ على الكفر.
{ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آيةٌ من ربِّه} هلاَّ أتانا بآيةٍ كما أتى به موسى من العصا واليد {إنما أنت منذر} بالنَّار لمَنْ عصى، وليس إليك من الآيات شيءٌ {ولكلِّ قومٍ هاد} نبيٌّ وَدَاعٍ إلى الله عزَّ وجلَّ يدعوهم لما يُعطَى من الآيات، لا بما يريدون ويتحكَّمون.
{الله يعلم ما تحملُ كلُّ أنثى} من علقةٍ ومضغةٍ، وزائدٍ وناقصٍ، وذَكَرٍ وأنثى {وما تَغِيضُ الأرحام} تنقصه من مدَّة الحمل التي هي تسعة أشهر {وما تزداد} على ذلك {وكلُّ شيءٍ عنده بمقدار} علم كلَّ شيءٍ فقدَّره تقديراً.


{عالم الغيب} ما غاب عن جميع خلقه {والشهادة} وما شهده الخلق {الكبير} العظيم القدر {المتعال} عمّا يقوله المشركون.
{سواء منكم...} الآية. يقول: الجاهر بنطقه، والمُضمر في نفسه، والظَّاهر في الطُُّرقات، والمستخفي في الظُّلمات، علمُ الله سبحانه فيهم جميعاً سواءٌ، والمستخفي معناه: المختفي، والسَّارب: الظَّاهر المارُّ على وجهه.
{له} لله سبحانه {معقبات} ملائكةٌ حفظةٌ تتعاقب في النُّزول إلى الأرض، بعضهم باللَّيل، وبعضهم بالنَّهار {من بين يديه} يدي الإِنسان {ومن خلفه يحفظونه من أمر الله} أَيْ: بأمره سبحانه ممَّا لم يُقدَّر، فإذا جاء القدر خلَّوا بينه وبينه. {إنَّ الله لا يُغيِّر ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم} لا يسلب قوماً نعمةً حتى يعملوا بمعاصيه {وإذا أراد الله بقومٍ سوءاً} عذاباً {فلا مردَّ له} فلا ردَّ له {وما لهم من دونه من والٍ} يلي أمرهم ويمنع العذاب عنهم.
{هو الذي يريكم البرق خوفاً} للمسافر {وطمعاً} للحاضر في المطر {وينشئ} ويخلق {السحاب الثقال} بالماء.

1 | 2 | 3 | 4